تاريخ المغرب، في خطوطه الكبرى
*في العصور القديمة، كانت المنطقة التي تشكل اليوم المغرب وإسبانيا تحت تأثير مختلف الإمبراطوريات والحضارات. بعض هذه الإمبراطوريات والحضارات تشمل:
الكارثاغينيين: كانوا إمبراطورية في شمال إفريقيا، مع مقر رئيسي في قرطاجنة (تونس الحالية)، وكانوا يمتدون إلى أجزاء من المغرب وإسبانيا.
الرومان: كانت الإمبراطورية الرومانية تسيطر على شمال إفريقيا، وشملت المغرب وأجزاءًا من إسبانيا، خاصة بعد الفترة الرومانية.
*في القرن الثالث قبل الميلاد، كانت المنطقة مأهولة بالقبائل البربرية، وهم سكان الأصليين لشمال أفريقيا. كانت لهؤلاء القبائل لغاتهم وثقافاتهم وهياكل اجتماعية مختلفة. كانت بعض أجزاء المنطقة تحت تأثير الإمبراطوريات البحر الأبيض المتوسط، مثل الإمبراطورية الكارثاغينية، القوة البحرية والتجارية المقامة في قرطاج (تونس الحالية)، والإمبراطورية الرومانية، التي ستوسع تأثيرها فيما بعد على شمال أفريقيا.
*في القرن الأول الميلاد، كانت المنطقة التي تشكل اليوم المغرب جزءًا من الإمبراطورية الرومانية. تحت الحكم الروماني، شهدت المنطقة نموًا اقتصاديًا وثقافيًا.
*خلال القرون الثلاثة التالية بعد الميلاد (القرون الثانية، الثالثة، والرابعة الميلادية)، شهد المغرب تأثيرات من الثقافات البيربرية والرومانية، وظهرت المستوطنات الرومانية والمدن مثل فولوبيليس (Volubilis) و طنجة
*في القرن الخامس الميلادي، غزا المغرب الممالك الجرمانية الغربية، مما أدى إلى تأثير الثقافة الجرمانية على المنطقة.
*الحضارة الإسلامية: بعد الفتح الإسلامي في القرون الأولى للهجرة، امتدت الحضارة الإسلامية إلى شمال إفريقيا، وأسهمت في تشكيل ثقافة المغرب وإسبانيا.
مملكة الأندلس الإسلامية: كانت تشمل الجزء الجنوبي من إسبانيا، وكانت مملكة إسلامية مزدهرة تحت الحكم المغاربة المسلمين.
*تأسست سلالة الإدريسيين بقيادة إدريس الأول في بداية القرن الثامن الميلادي، في سنة 789 ميلادية. إدريس الأول يُعتبر مؤسس أول سلالة ملكية في المغرب وأول حاكم إسلامي للمغرب. تحت حكم سلالة الإدريسيين، بدأ المغرب في التشكل ككيان سياسي مستقل.
الإمبراطورية الإسبانية المسلمة بدأت منذ عهد سلالة الإدريسيين، في نفس الوقت الذي عاش فيه الإمبراطور الفرنجي شارلمانج. أسس إدريس الأول مدينة فاس، حيث لم تكن هناك مدن مماثلة في أوروبا في تلك الحقبة. ومن ثم، في القرن الحادي عشر، تقريبًا، تأتي العصر الذهبي للإمبراطورية الإسبانية المسلمة بفضل سلالة المرابطين التي نشأت من الجنوب.
إقرأ المزيد...
*سلالة المرابطين ساهمت في تطوير الفنون والعلوم والهندسة في الأندلس وأسست مراكزًا حضرية مزدهرة. وكانت لها أثر كبير على الحضارة الإسلامية والأندلس، ولها دور هام في تاريخ المغرب وجنوب أوروبا في تلك الفترة.
*الموحدين، هم إمبراطورية اللتي نشأت في بداية القرن الثاني عشر، وتميزت بتطويرها للهندسة المعمارية والحدائق. بنوا الكتبية و تميزت فنونهم بالأشكال الهندسية والرموز النباتية. تجلى هذا التأثير في المعالم المعمارية مثل الكتبية بمدينة مراكش، حيث تظهر الزخارف الهندسية والزهور بأناقة، تجسيدًا للفن الأندلسي الراقي والحضارة الإسلامية في تلك الحقبة.
* سلالة المرينيين: أصلها من شمال غرب إفريقيا، وتحديدًا من منطقة الريف في المغرب، و *ظهرت كقوة سياسية في النصف الثاني من القرن الثالث عشر، حيث قاموا بإطاحة السلالة السابقة للموحدين وأسسوا حكمهم الخاص في المغرب وبعض المناطق المجاورة
*سقوط الاندلس: استعيدت الأندلس المسلمة تدريجياً من قبل الممالك المسيحية في إسبانيا خلال الفترة المعروفة بـ "الاسترداد". La requonquista. سقطت مدينة غرناطة، آخر معقل مسلم في الأندلس، على يد الملكة إيزابيلا الأولى من كاستيا والملك فيرديناند الثاني من أراغون في 2 يناير 1492. وقع هذا في القرن الخامس عشر. كان هذا الحدث نهاية لسلالة نصر، آخر سلالة مسلمة في الأندلس، وكان يشكل نهاية للحكم المسلم في إسبانيا ونهاية لثمانية قرون تقريبًا من وجود المغاربة المسلمين في شبه الجزيرة الإيبيرية
*من عام 1578 إلى 1603، وهي فترة حاسمة في تاريخ المغرب.حكم المغرب أحمد المنصور، المعروف بمولاي أحمد المنصور الذهبي، هو سلطان الدولة السعديّة.
تحت حكمه، نجح أحمد المنصور في صده للهجوم العثماني في معركة الثلاثة ملوك في عام 1578، مما أدى إلى إيقاف امتداد النفوذ العثماني في شمال أفريقيا. كما أشرف على بناء العديد من المعالم البارزة في مراكش، بما في ذلك ضريح السعديين ومقابر السعديين، والتي أصبحت اليوم من أهم المواقع السياحية.
كان أحمد المنصور مشهورًا أيضًا بتشجيعه على التبادلات الثقافية والتجارية مع أوروبا، خاصة مع إنجلترا وهولندا، مما قوى العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين المغرب وهذه الدول.
خلال فترة حكمه، عاش المغرب فترة من الاستقرار والازدهار، مما ساهم في ازدهار الثقافة والفن في البلاد
*عهد العلويين يرتبط بالدولة المغربية الحديثة، حيث تأسست سلالة العلويين في المغرب في القرن السبع عشر. كان مولاي إسماعيل بن الشريف حاكما بارعًا وشديد القوة. حكم المغرب منذ عام 1672 حتى وفاته في عام 1727.
خلال حكمه، نجح مولاي إسماعيل في توحيد المملكة المغربية وتحقيق الاستقرار الداخلي برغم التحديات الكبيرة التي واجهها. قاد حروبا ناجحة ضد المستعمرين الأوروبيين، وقام بتطوير البنية التحتية وتعزيز العلاقات التجارية مع دول أوروبية وآسيوية. من الناحية الثقافية، سعى مولاي إسماعيل إلى تعزيز الفنون والعلوم في المغرب، وكان له دور كبير في تطوير المدن والهندسة المعمارية، حيث بنى مجموعة من المعالم البارزة في مدن المغرب بما في ذلك القصبة في مكناس، ومنشأة دينية في مولاي إدريس زرهون، وجامع الكتبية في مكناس وتحسينات في المدينة العليا في فاس من الشوارع والسوق والأحياء السكنية. مكنت هذه التحسينات في إثراء المدينة من الناحية الثقافية والاقتصادية وزيادة جاذبيتها كمركز حضري رائد في المغرب
* بعد وفاة مولاي إسماعيل كسلطان المغرب، شهد المغرب العديد من الأحداث الهامة في تاريخه. وقد شهدت البلاد تغييرات سياسية واجتماعية واقتصادية بارزة. تعاقبت عدة سلاطين على العرش، وحدثت صراعات داخلية وخارجية، وحقق المغرب تقدمًا في مجموعة من المجالات في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، بما في ذلك التحديثات الاقتصادية والثقافية والسياسية.
*منذ 1912 حتى عام 1956، فقد فقد المغرب استقلاله السياسي والاقتصادي. ومن خلال المفاوضات والجهود الدبلوماسية، استعاد المغرب استقلاله في 2 مارس 1956، وهو ما أنهى فترة الانتداب وبدأ في بناء وطن مستقل وحر، تحت حكم الملك محمد الخامس الذي أصبح ملكا للمغرب المستقل
* الملك الحسن الثاني، ملك المغرب،: كان قائدًا بارزًا خلال حقبة طويلة من تاريخ المملكة، وقد أحدث تحولات كبيرة وإنجازات هامة أثرت بشكل كبير على المغرب. قاد البلاد بحكمة وحزم، ونجح في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي. نفذ برامج تنمية شاملة ساهمت في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين وخلق فرص العمل. كما اهتم بتحسين البنية التحتية للبلاد، بناءً مدارس ومستشفيات وطرق، وتعزيز الخدمات العامة للمواطنين.
وفي المجال الدولي، نجح الملك الحسن الثاني في تعزيز العلاقات الدولية للمغرب، وتعزيز دور المملكة في المحافل الدولية. شهدت فترة حكمه تعاونًا وثيقًا مع الدول الأخرى ومشاركة فعّالة في الجهود الدولية للسلام والتنمية.
بصمات الملك الحسن الثاني ظلت خالدة في تاريخ المغرب، حيث سعى جاهدًا لتحقيق التقدم والاستقرار في البلاد، وترك وراءه إرثًا يستمر في إلهام الأجيال القادمة
*المسيرة الخضراء كانت حدثا تاريخيا مهما في المغرب. وقعت في 6 نوفمبر 1975، وكانت هذه الحملة السلمية هدفها إظهار دعم الشعب المغربي للملك حسن الثاني وتأكيد السيادة المغربية على الصحراء الغربية. المسيرة الخضراء شهدت مشاركة آلاف المواطنين المغاربة الذين تجمعوا لدعم القضية والتضامن مع الشعب الصحراوي
* الملك محمد السادس ملك المغرب الحالي، تولى العرش في 23 يوليو 1999 بعد وفاة والده الملك الحسن الثاني. تشهد فترة حكمه إجراءات إصلاحية في مجالات السياسة والاقتصاد و الصحة و إدارة الكوارث الطبيعية ( زلزال الحوز) و في مجال الصناعات و ، الطاقة المتجددة، وتكنولوجيات جديدة تهدف على تحديث المغرب و تعزيز حقوق الإنسان وتعزيز التنمية الاقتصادية و الاستقرار في منطقة المغرب الكبير وعلى القارة الإفريقية.
يعيش المغرب اليوم تقدمًا في مجالات البنية التحتية والتعليم والقطاع الخاصً و الرياضة و خاصة في مجال كرة القدم. .